الاثنين، 31 مارس 2014

: الثعبان وعقد اللؤلؤ


أراد رجل طاعن في السن وهو على فراش الموت أن يعلم ابن
أراد رجل طاعن في السن وهو على فراش الموت أن يعلم ابنه الحكمة وكيف يصنع المعروف خالصاً لوجه الله تعالى ، فطلب من ابنه ألا يصنع معروفا مع أحد أبداً من الناس .
وبعد موت الرجل وبينما كان ابنه في رحلة صيد ممتطيا جواده وبجانبه سلاحه، رأى نسرا مجروحا لا يتمكن من الطيران ، أشفق الرجل على النسر فحمله من أجل مداواته في بيته، وأصرّ على أن يطلقه بعد علاجه.
وفي اليوم الثاني وأثناء رحلة صيد له أيضاً داخل الغابة رأى رجلا فاقدا للوعي مكبلا في جذع شجرة ؛ فأشفق عليه ومسح وجهه بالماء وفك قيده، وبمجرد أن عاد إليه وعيه، حمله الرجل معه إلى بيته، وجهز له مكانا خاصا واهتم به اهتماما كبيراً ، وقدم له كل ما يحتاجه من دواء وكساء وطعام وشراب وراحة .
وفي اليوم الثالث خرج أيضا للصيد فرأى ثعبانا مريضا ، فأشفق عليه وحمله إلى بيته لعلاجه . بعد أن تماثل النسر للشفاء رفض أن يبتعد عن البيت ، وفي يوم من الأيام دخل النسر وحط بجوار زوجة الرجل وفي منقاره عقدا جميلاً من اللؤلؤ والماس والياقوت .
فرحت المرأة بالعقد فرحا كبيرا ، وهي التي طالما عانت من مرارة الفقر وشظف العيش ، وكان الرجل المريض الذي كان في حالة إغماء في الغابة ينظر ويرقب ما حدث باهتمام كبير .
وبعد أن تماثل الرجل للشفاء غادر المكان بسلام وأمان . وفي الطريق سمع هذا الرجل مناديا يقول : إن زوجة الملك قد فقدت عقدا لها ، ومن يخبرنا عن مكانه فله مائة ليرة ذهبية ، سمع الرجل النداء وقال في نفسه :
مائة ليرة من الذهب !! ، وأنا رجل فقير لا املك من حطام الدنيا شيئا !! ، وذهب إلى قصر الملك فأخبره بأن العقد الذي تبحث عنه زوجته موجود في بيت رجل صياد ،( وهو الصياد الذي اعتنى به وصنع معه معروفا وآواه وعالجه وأكرمه ).
ذهب رجال شرطة الملك إلى بيت ذلك الصياد الطيب واعتقلوه ، واتهموه بالسرقة وأعادوا العقد إلى زوجة الملك ، ثم حكموا عليه بقطع رأسه
عرف الثعبان الذي عالجه الصياد الطيب في بيته بالقصة كاملة ، فأراد أن يقدم لصاحبه خدمة لا ينساها العمر كله مقابل ما خدمه وأحسن إليه عندما كان مريضا في الغابة . ذهب الثعبان إلى قصر الملك ، ووصل حجرة بنت الملك والتف حولها ، وعندما رأت زوجة الملك هذا المشهد المرعب خافت على بنتها فأخذت تصرخ ، وأسرعت لتخبر الملك ورجال القصر، ولكن لم يتمكن احد من الاقتراب خشية على حياة بنت الملك .
احتار الجميع في الأمر ، وكان كل واحد منهم يفكر ويبحث عن مخرج لهذه المصيبة التي حلت بالمملكة . قال الوزير للملك : أليس عندنا في السجن رجلا متهماً بالسرقة ومحكوماً عليه بقطع الرأس ؟ . قال الملك : بلا .
قال الوزير نحضره إلى هنا فإما أن يموت من لدغ الثعبان وإما أن ينجي بنت الملك من الثعبان لأنه في كل الأحوال محكوم عليه بالإعدام . أحضر الجنود الصياد ، ووقف بين يدي الملك ، فطلب منه الملك أن يدخل الغرفة لينجي بنته من الثعبان .
قال الصياد الطيب ، أرأيت يا ملك الزمان إن فعلت ذلك ، فبماذا تكافئني وماذا سيكون جزائي ؟ .
قال الملك : بالعفو وأمنحك العقد هدية لك . دخل الرجل غرفة بنت الملك ، وعندما رآه الثعبان أقبل إليه بهدوء وتسلق إلى كتفيه ، فحمل الرجل الثعبان وسار به إلى بيته والعقد في جيبه آمنا مطمئنا وقال : لقد حفظ الثعبان المعروف ، وحفظ النسر المعروف ، أما الإنسان فلم يحفظ المعروف.
العبرة: اصنع المعروف لله ولا تنتظر المعروف من الذي تصنع معروفك اليه ولاتتوقع جزاء  الاخرين اليك بمعروفك لإن معروفك لايضيع عند الله، فإن الله الذي ينظر ويسمع ويعلم هو الذي خلق الإنسان، وأن عمل المعروف مع الإنسان هو من أجل الله رب العالمين وليس من أجل مخلوق .
اصنع المعروف مع أهله ومع غير أهله، فإن لم تجد أهله فأنت أهله  فلاتنسى ان تصنع المعروف لله . ه الحكمة وكيف يصنع المعروف خالصاً لوجه الله تعالى ، فطلب من ابنه ألا يصنع معروفا مع أحد أبداً من الناس .
وبعد موت الرجل وبينما كان ابنه في رحلة صيد ممتطيا جواده وبجانبه سلاحه، رأى نسرا مجروحا لا يتمكن من الطيران ، أشفق الرجل على النسر فحمله من أجل مداواته في بيته، وأصرّ على أن يطلقه بعد علاجه.
وفي اليوم الثاني وأثناء رحلة صيد له أيضاً داخل الغابة رأى رجلا فاقدا للوعي مكبلا في جذع شجرة ؛ فأشفق عليه ومسح وجهه بالماء وفك قيده، وبمجرد أن عاد إليه وعيه، حمله الرجل معه إلى بيته، وجهز له مكانا خاصا واهتم به اهتماما كبيراً ، وقدم له كل ما يحتاجه من دواء وكساء وطعام وشراب وراحة .
وفي اليوم الثالث خرج أيضا للصيد فرأى ثعبانا مريضا ، فأشفق عليه وحمله إلى بيته لعلاجه . بعد أن تماثل النسر للشفاء رفض أن يبتعد عن البيت ، وفي يوم من الأيام دخل النسر وحط بجوار زوجة الرجل وفي منقاره عقدا جميلاً من اللؤلؤ والماس والياقوت .
فرحت المرأة بالعقد فرحا كبيرا ، وهي التي طالما عانت من مرارة الفقر وشظف العيش ، وكان الرجل المريض الذي كان في حالة إغماء في الغابة ينظر ويرقب ما حدث باهتمام كبير .
وبعد أن تماثل الرجل للشفاء غادر المكان بسلام وأمان . وفي الطريق سمع هذا الرجل مناديا يقول : إن زوجة الملك قد فقدت عقدا لها ، ومن يخبرنا عن مكانه فله مائة ليرة ذهبية ، سمع الرجل النداء وقال في نفسه :
مائة ليرة من الذهب !! ، وأنا رجل فقير لا املك من حطام الدنيا شيئا !! ، وذهب إلى قصر الملك فأخبره بأن العقد الذي تبحث عنه زوجته موجود في بيت رجل صياد ،( وهو الصياد الذي اعتنى به وصنع معه معروفا وآواه وعالجه وأكرمه ).
ذهب رجال شرطة الملك إلى بيت ذلك الصياد الطيب واعتقلوه ، واتهموه بالسرقة وأعادوا العقد إلى زوجة الملك ، ثم حكموا عليه بقطع رأسه
عرف الثعبان الذي عالجه الصياد الطيب في بيته بالقصة كاملة ، فأراد أن يقدم لصاحبه خدمة لا ينساها العمر كله مقابل ما خدمه وأحسن إليه عندما كان مريضا في الغابة . ذهب الثعبان إلى قصر الملك ، ووصل حجرة بنت الملك والتف حولها ، وعندما رأت زوجة الملك هذا المشهد المرعب خافت على بنتها فأخذت تصرخ ، وأسرعت لتخبر الملك ورجال القصر، ولكن لم يتمكن احد من الاقتراب خشية على حياة بنت الملك .
احتار الجميع في الأمر ، وكان كل واحد منهم يفكر ويبحث عن مخرج لهذه المصيبة التي حلت بالمملكة . قال الوزير للملك : أليس عندنا في السجن رجلا متهماً بالسرقة ومحكوماً عليه بقطع الرأس ؟ . قال الملك : بلا .
قال الوزير نحضره إلى هنا فإما أن يموت من لدغ الثعبان وإما أن ينجي بنت الملك من الثعبان لأنه في كل الأحوال محكوم عليه بالإعدام . أحضر الجنود الصياد ، ووقف بين يدي الملك ، فطلب منه الملك أن يدخل الغرفة لينجي بنته من الثعبان .
قال الصياد الطيب ، أرأيت يا ملك الزمان إن فعلت ذلك ، فبماذا تكافئني وماذا سيكون جزائي ؟ .
قال الملك : بالعفو وأمنحك العقد هدية لك . دخل الرجل غرفة بنت الملك ، وعندما رآه الثعبان أقبل إليه بهدوء وتسلق إلى كتفيه ، فحمل الرجل الثعبان وسار به إلى بيته والعقد في جيبه آمنا مطمئنا وقال : لقد حفظ الثعبان المعروف ، وحفظ النسر المعروف ، أما الإنسان فلم يحفظ المعروف.
العبرة: اصنع المعروف لله ولا تنتظر المعروف من الذي تصنع معروفك اليه ولاتتوقع جزاء  الاخرين اليك بمعروفك لإن معروفك لايضيع عند الله، فإن الله الذي ينظر ويسمع ويعلم هو الذي خلق الإنسان، وأن عمل المعروف مع الإنسان هو من أجل الله رب العالمين وليس من أجل مخلوق .
اصنع المعروف مع أهله ومع غير أهله، فإن لم تجد أهله فأنت أهله  فلاتنسى ان تصنع المعروف لله .





الجنية و العاشق

الجزء الاول
ذكروا أنَّ شابا من القدماء, أحب إبنة أناسٍ كرماء
جمالها من جمال يوسف، حسنها من أروع ما يوصف
لكنه فقير معدم وهذا شيء مؤسف
ليس له من الثروة الحيوانية رأس
ولا من العقار أو البيوت أساس
أحب الفتاة حبا جارف، منه على المهالك شارف
وقد عابه الأصدقاء والمعارف
لكنَّ الحب أحدث له سقما في بدنه، ولم يخرج قط من ذهنه
لأن الحب كما يقولون أعمى, قد كلَمَ قلوبا وأدمى
هام الفتى في حب مليح فتان, فلا يُرى إلا شارد الذهن حيران
في الهم وقع أبوه, تألم له أخوه, تعبت أمه حزن ذووه
و بكت أخته وحموه
كم قد نصحوه، وعن العشق نهوه, وعلى المذلة عاتبوه
الاَّ أن المسكين لا يقتنع, ولا عن الغرام يمتنع, ولا إلى رشده رجع
فقلبه ليس بيده, وعقله ليس عنده, حتى و إن صار كل شيء ضده
فلا سلطان له على المحبة, ذاق من عناقيدها حبة
روحه عند المعشوق, الذي قده ممشوق, لا يهوى غيرها مخلوق
أما ربيبة الحب العذري، فقد أمسى حبه في دمها يسري
هامت فيه من غير ما تدري
أحبته حبا معدوم في الناس، شربت معه أحلى كأس
لا يلهيها عنه الذهب ولا الماس
فكلام الحبيب أرقُّ من نسيم السحر، وصوته أشجى من نغم الوتر
وجماله يجلو العين والنظر
ذابت فيه بكل جوارحها، أودعته في جوانحها
وجدت مع ذاك الشاب سعادتها، أحسَّت أنَّ الأفراح نادتها
فغيرت طبيعتها وعادتها
تعلمت مناجاة النجوم، ومناغاة السحب والغيوم, وسبحان الحي القيوم
تخاطب الزهر والورود, وتقضي الليل بلا رقود
تبعث أشواقها عبر الحدود
تحس أن مشاعرها لن تخذلها أبدا، ولن تصدق على معشوقها أحدا
لكن أبوها رفض أن يزوجه, بل بين الملأ قد أحرجه
ولم يُفلح الوسطاء في إقناعه, و إنما غالى في إمتناعه
كان الحب في الماضي حبا صادقا, لشغاف القلب ملاصقا
لا كما غدى لاحقا
كانت لذته في النظرة, و نشوته في النجوى
من لوعته تُسكب العبرة
يلتقي العاشقان, فيضع رأسه في حجرها
ويرفرف القلب الذي في صدرها
ثم يتناجيان و يتشايكان, و من نار الفراق يبكيان
يبثان لبعضهما لواعج الجوى, و ما بالكبد من كوى
يمنيان نفسيهما باللقاء القريب، وأن يتم الزواج قبل المغيب
وما هذا من العشّاق بغريب
ثم يتناشدان أشعار* الناناة, يحمِّلانها فصول المعاناة
ثم يغفو إغفاءة حالمة, وتسبح روحها كنسمة هائمة
لا لبراءة الحب من أكدار, ولا لطهارة النفوس من مقدار
يتصوران عش الزوجية قصر من زجاج, مفاتيحه من ذهب و مغاليقه من عاج
هكذا يتم اللقاء كل يوم, ويتحملان فيه العتاب والّلوم
كان الشاب العاشق, يتلقي بربة الحسن الفائق, بأدب جم وسلوك لائق
وكلاهما محب وامق
في مكان على أطراف المدينة
يلفه الهدوء والأمان والسكينة
يسمى * جفي اذ قهب ليس فيه لغو ولا صخب
على شاطئ البحر الهادئ, و تحت ظل صخرة عظيمة, كأنها درة كريمة
موجودة من غابر الزمان, رابضة في نفس المكان
تروي حكاية حب مرباطي, فيرددها الموج و الشاطئ

الجزء الثاني 
كانت الفتاة تحضر مع رفيقة لها،وأحيانا بصحبة أختها
أما إن تأتي لوحدها،فإنه لا يرضى ويردّها
لكي لا يكون اللقاء مريب,يضر بسمعة الحبيب
وعندما يجتمعان,وإلى قلبيهما يستمعان
يسألها بلهفة و حرارة :
لماذا يرفض أبوك تزويجنا ؟
و يمنع إسعادنا و تفريحنا ؟
فليتوقّف عن تجريحنا
تجيبه بحرقة ومرارة:
لأنك لا تستوفي شروطه,وليست جيوبك مضبوطة
ظروفك صعبة مضغوطة،ولا تسافر مثل إبن بطوطة
فيعاتبها قائلا:
لكنكِ حبيبتي، فراقكِ محنتي و مصيبتي
تقول:وأنا كذاك,لا أرغب بسواك،فأنا أسيرة هواك
حينها يزداد هيامه،ويفقد صوابه والهامه
يسبح في خيالات العاشقين
ويتبع آثار الهائمين
فيما تذوب هي عشقا،و تمتلئ نفسها عذوبة ورقة
ولا يعرف الحب لينا ولا رفقا
استمر هذا الحب سنواتٍ و شهور،والأيام تجري وتدور
نادرا ما تغيب عن الميعاد،ولا يمكنه غير الوفاء والسداد
و لك أن تتصور مدى سروره،حين يزورها أو تزوره
هكذا استمر الحال،لكن دوامه محال
ففي يوم من أيام فصل الخريف
(من بونيو الى سبتمبر)
(في ظفار العمانية ـ صلاله)
وهو موسم المطر والنسيم اللطيف
و البرد القارس وا لرذاذ الخفيف
والجو الغائم,والطقس الحالم،والهرجان الدائم
خرج الولهان كعادته،يأمل أن يلاقي سعادته
فوصل إلى مكان اللقاء,وفي نفسه طهارة ونقاء
وكانت أمانيه تسبقه,وأحلامه تلحقه
و إذ لم يجد محبوته في الميعاد,قرر عدم الإبتعاد
فإنتظر دقائق ثقيلة،ثم ساعات طويلة
لكنها غابت وتأخرت،فحزنت نفسه و تأثرت
و سالت أدمعه و تبعثرت
قعد يغالب الدمعة,وقد إقترب موعد صلاة الجمعة
أحدَّ نظره,وأرهف سمعه و بصره
لعله يرى خيالها من بعيد
أو يسمع صوتها من جديد
لكن الأمور لم تجرى كما يريد
فإستلقى على الرمل الناعم, ينتظر حلو المباسم
والأمل في قلبه لا يزال قائم
فأخذته سنة من النوم,ولم يشعر بمضي اليوم
فالمكان هادئ،وقلب المحب غير عادي
ومع دنو الأسيل،فتح عينيه على نغمة صوت جميل
يهمس في أذنه :
إنهض حبيبي قوم،بسَّك كفاية نوم
وشعر بقشعريرة تسري في شعر رأسه,أثقلت نومه ونعاسه
فأستوحش قليلا,فجسمه كان خائرا ثقيلا


إنتبه وياريته لم ينتبه،فهولا يدري ما الذي سيحلّ به
فهناك شئ ما يجذبه،وإلى المجهول يسحبه
ثم لاحظ ميل الشمس للمغيب
وما هذه من عادة الحبيب
وراوده شعور غريب
فأوجس في نفسه خيفة,وإرتاب ريبة ضعيفة
إذ يوجد ما يخيفه
لم تطل حيرته وإستغرابه,فلقد رأى ما أفقده عقله و صوابه
و جعله ينعي نفسه و شبابه
رأى مخلوقة مقززة،المخاط من أنفها تفرزه
لسانها كل حين تبرزه
كأن جسمها برميل تنك،بعض أسنانها فوق الحنك
أظافرها سيوف،مناخرها كهوف,تثير الذعر الخوف
خدودها مصفوقة،شفايفها مشقوقة
وجلدتها محروقة،وليست بالمرموقة
وتقدح عيونها نار،على ثيابها أقذار,تنفّسها إعصار
جسمها شفاف،أكتافها خفاف،أطرافها أظلاف
سوداء كسواد الليل البهيم،كأنها إبليس أو شيطان رجيم
على غير هدف تهيم
الجزء الثالث

خرجت من قلب الصخرة، متغطرسة فخرة, يرافقها بعض السحرة



فلما رآها العاشق أغمي عليه, وهربت روحه من بينيديه
إستمرّ في الغيبوبة ومضى, ولم يشعر بالوقت الذي إنقضى
فلما إنتصف الليل, وبانت الثريَّا و سهيل
ما راعه الاّ قعقعة صوت شاذ
فمرة يسمعه ناعم وأخرىحاد
ففتح عينيه مجبرا, ليرى مخلوقا منكرا
أ أُنثى هذه أم ذكرا,وكان وجههاقبيحا منفرا
رأسها ضخم كبير،مكان عينيها شق صغير
أرجلها كأظلاف الحمير
أظافرها منغرسة في رقبته, والمسكين جاثٍ على ركبته
من نتن ريحها يختنق, ومخاطها كسيل مندفق
ظلت عنقه في يديها, وجسمه تحت قدميها,لا شفقة ولارحمة لديها
كان العاشق لا يعي و لا يفهم, والجنيّة لا تقول ولا تتكلم
وبعدصمت القبور, قالت في كبرياء و غرور:
أخيرا أمسكت بك أيها اللعين, وأنفردت بكدون معين
بعدما كنت بي تستهين
سأسقيك من كاس المِّر شربة
وأجعل حياتك تالفة خربة
لسنوات طويلة كنت أنتظرك,كم تمنيت أن تسمعني عذرك
لكنك فضلتها علي ولم يهفو قلبك إلي
أنا ساكنة المكان,و سليلة ملوك الجان
كنت أسمع ما تقوله للإنسية من هذيان
تتغزل بها دوني, ولا تذكر شكلي ولا لوني
تلاطفها أمامي, وفي ذلك إعدامي
أنا أجمل الجميلات, وجوهرة الملوك والأميرات
حانت لحظة الإنتقام وإسترداد المكانة والمقام
فما هي أعذارك؟
قل لي و إلا فلن ترى بعد اليوم دارك
هيه .. تكلم قول.. مابك هكذا مذهول؟
ثمَّ صفعته صفعة رهيبة, تردد صداها في الوديان القريبة
لكنه كان في عالم آخر, يكافح الموت الحاضر
كرر تصفعه ولطمة, وفي بعض الأحيان تلكمه لكمة
والعاشق فاقد الوعي والشعور,لا يدري بما يجري ويدور
لأنه بنفسه موتور, وهي هائجة هياج الثور
ففهم الجنية ركيك, دماغها يحتاج إعادة تفكيك
لا تعي أنه مغمى عليه, فلا حيلة لديه
فكانت تكرر النظر اليه
وهي حانقة عليه
حتى ثارت ثائرتها, فهي ليست من ذوات النهى
والقرار إليها إنتهى, فأقبلت عليه ساخطة
وحول خصرها بعض الثعابين رابطة
عازمة على الفتك به، وإنتزاع الحياة من جنبه
أقبلت تسعى,كأنها تنّينا أو أفعى
وعندما صارت بحذا رأسه،أخرجت من كُمّها فأسة
ورفعت كفا كأنها طاسة
وأهوت إلى جمجمته تريد كسرها
لكنها توقفت حائرة في أمرها، تقول في جهرها و سرها:
إذا أتلفت مخه الصغير, فمن أي شيء
أصنع العصير؟
لا لا لازم أعيد التفكير, وأبّدل الخطة والتدبير
ماذا عن شوربة الدماغ؟
أو مصّ المح والنخاع؟
لا الأفضّل أن اشوي عظامه, والتهمه بيسر وسلامه
لا الأحسن أن ...
ثم توقّفت مذهولة, عاجزة مشلولة
فزعة مخذولة، يعتصر قلبها ندم شديد
فلقد سمعت أصواتا من بعيد, فظلت تردد وتعيد:
أشم رائحة الإنس
ليسفي الأمر من لبس
لكن من يجرؤ على القدوم الى هاهنا ؟
في هذه الليلة الدهماء؟
والبقعة الدهناء؟
إنتابها الخوف, وخشيت من الإستمرار في الوقوف
فزمجرت مثل اللبوة, وإختفت خلف الربوة، ثم غادرت بشكل
غريب, وساد المكان هدوء مريب
كانت الأصوات تتضح حينا وتخفت حينا
وتتجه الشخوص يسرة ثم يمينا
الجزء الرابع

لكن فرقة الإنقاذ، تأذت من شدة المطر والرذاذ
وحاد أفرادها عن هادي الطريق, وإختلفوا على أسلوب التحقيق
فقرروا العودة إلى الديار, وإستئناف البحث على ضوء النهار
فأبتعدوا بإصرار
وبقي المسكين مسجى بالظلمة, لا ينبس ببنت كلمة
كأنه جثة هامدة, بها بقية روح صامدة
وقد عثروا على حذائه, وإنتشرت قصة إختفائه
ولمّا علمت أسرته بالمصيبة، باتوا ليلة عصيبة
فلم يتوقف نواح أمّه ولا عويل أخته
أبوه يتمتم، أخوه يهمهم، وعمه تلعثم
تجمع عندهم الأهل والجيران ، وأشاروا
عليهم بذبح بعض الثيران، ونصب خيمة العزاء والإحزان
فلما علمت المعشوقة بما حدث لمعشوقها
جف الدم في عروقها
وأغمى عليها إغمائة ، فلما أفاقت ذكرت الله بأسمائه
ثم جلست في ثبات، وأنشدت هذه الأبيات :
يا الله يا عالم بلسرار شوقي لمحبوبي لظـى النار
في لحظة مرة فقدناه ما بانت أنـواره و لا زار
ثم أغمي عليها إغماءة طويلة
وامَّا صاحبنا العاشق فقد إستجمع قواه
بعد أن أفلتت الجنية قفاه
وحاول أن ينتصب واقفا، فلقد فهم و صار عارفا
لكن الجنية عادت إليه بأسلوب مخالفا
هذه المرة إقتمصت صورة حبيبته، وتشكلت على هيئة خطيبته
سلامات يا حبيبي سلامات، فديتك من الآهات!
هكذا بدأت لعبتها الجديدة, واثقة من نجاح المكيدة
ووضعت رأسه في حجرها، وأوقعته في حبائل سحرها
فخاطبته بنعومة مصطنعة،
و توهّمت أن إستجابته غير ممتنعة فقالت
برقة وعذوبة, ودلال أصله أكذوبة:
لكنك يا حبيبي ,تحب جنية الصخرة
ولست بهذا مفتخرة، فلقد جعلتك كالسخرة
تحبها حبا جما, وإن سقتك مرا وسما
كان مقصد الجنية اختباره، لتعرف الصحيح من إخباره
وعندما سمع العاشق الولهان هذه العبارات التافهة
إستنكرها وغير السالفة
وقد إستعاد شيئا من روحه التالفة
فغضب غضبا مروعا، ثم أحس بأنه كان متسرعا
فألان كلمته.وخفف من حدة نبرته
وقال مدافعا عن نفسه، وقد ظنها عرسه
وإنها آدمية من جنسه :
لا .. لا .. أرجوك، كفي عن هذه الإتهامات الباطلة
لا تصلح في حبنا المماطلة
فانت وحدك في قلبي، أحلف لك بالله ربي
لا تصدقي الوشاة ، فإنهم قساة ، لم يعرفوا الحب
ولم يجربوه عن قرب
ثم عن أية جنية تتحدثين؟


انأ لم أسمع عنها إلا في سوالف الأولين
لم أرها في حياتي ، ولن أحبها حتى مماتي
فمن أوهمك يا ترى؟
من الذى علي إفترى؟
من باع فيني وأشترى؟
من هذه النمامة ؟
من هذه هذه المغتابة من هذه المرتابة؟
من هذا اللئيم؟
من هذا السقيم ؟
من هذه ...فاأنفجرت الجنية من غيظها
وقد إحتملت من الإهانات فيضها
فخرجت عن طورها وأنقلبت من فورها
فظهرت على صورتها الحقيقية
وحذفت نغمتها الموسيقية
فها صوتها كهدير موج ، ليس على شفتيها روج
رأسها في السماء وحافرها في الأرض
سدت الآفاق بالطول والعرض
شكلها ممقوت،انفها ممطوط
شعرها حبائل الشيطان، خدها متهدل ذبلان
فمها كإطار سيارة، عيونها خبيثة عيارة
أصابعها كالمرزبان عاشت وتربت كأنها حيوان
أما إذا ذكرنا القوام، فانه شبه الخيام
لا صدر لها ولا نهود,إنما جسد مثيل الطود
ابتسامتها قعقعة، ضحكتها فرقعه، ثيابها مرقعة
نالت من نعوت القبح صريحها، يكاد يختنق من نتن ريحها
تلبس ثوبا مهلهلا عفن، كأنه شراع ـبوم أو بدن
موشى بالقاذورة، لا يجمل الصورة، ولا يستر العورة
كحلها رماد، وبخورها سماد
أسنانها مثلث برمودا، رموشها زرق لا سودا
يسيل اللعاب على صدرها، أظنه قيح أو هو بخرها
ليس لعيونها أجفان، خمارها بعض الأكفان
لا هيئة لها ولا شكل، خالية من الحكمة والعقل ...
وعندما تأكد من أنها جنية، أيقن منها بسوء النية
غير أنها لم تمهله ليتفكر، أو يستجمع قواه ويتدبر
بل بادرته بصيحة مدوية، أعظم من صوت احمد عدوية

الجزء الاخير

وهمت الجنّية أن تفتك به
وأن تنتزع جزءا من قلبه، لكنها تمالكت أعصابها، فقد كان من أحبابها
وأظهرت التسامح والديمقراطية، في خطة غبية إعتباطية
تريد منها سبر غوره، وإستكمال أجزاء الصورة، فقالت في هدوء ورصانة
وليس من طبعها الرزانة :
لكنك كنت تقف أمامي الساعات، تخاطبني بأجمل العبارات
و تغرقني في عالم المسرات, تبعث إلى قلبي أمارات
تنظر الي بشكل مباشر، ليس بيني وبينك ساتر ,كأنك منشد أو شاعر
إن كنت لا تراني فأنا أراك، أسمع أنينك ونجواك
فأنا أعيش في قلب الصخرة، هي منزلي والحجرة
أرى هيامك في, والمس إهتمامك بي
فأنا غرامك, أنا أجمل أحلامك ,أنا مرامك أنا...
فقاطعها العاشق برد حاسم :
لا لا عيني ما هو لازم, إسمعي وعي ولا تتسرعي
أغبية أنتِ إلى هذا الحد؟ولا تفرقين بين المزاح والجد؟
تجرين خلف السراب، كأنك أكثرتِ من الشراب
أم في عقلك تلف وخراب؟
فأنا إنّما كنت أتمرن، وبالألفاظ أتفنن
كي أقنع الحبيبة،لتبقي مني قريبة, تعيرني لبها، و أتفانى في حبها
دوب الدهر بي هائمة، على محبتي دائمة،وفي عالمي عائمة
وأنا لا أرى في الوجود سواها,تبرمج عقلي على هواها
تسمع كلامي فتفهمه، وأهديها كياني بمعظمه
لا تراجعني أبدا، ولا أقارن بها أحدا
أما أنتِ فليست لي بك علاقة، حتى وإن أبديتي اللياقة
وأخفيتي القبح والصفاقة
لا أُحبك ولا أهواك، ولا يسعدني أن ألقاك
ولا يهمني سخطك أو رضاك
أُغربي قبل أخذك بالعقوبة، وشدتي والصعوبة, يا ساذجة يا أُلعوبة
فلما سمعت الجنية هذه الإهانات، والتجريح والتهديدات
فاض كيدها والحنق، ونوت تعمل من لحمه مرق
فطارت في السماء مغضبة، ثمّ عادت الى الأرض معصبة
قررت أن تسحقه، أو أن تلقي به في المحرقة
فشمرت ثيابها، وكشفت عن أنيابها
ثم فغرت فاها، و أظهرت وجها في قفاها
وأنتفخت رئتاها، وبان قلبها وكليتاها
ثم كبدها وأمعاءها، والمعدة وأحشاءها
وهي تزعق وتنهق, ولهيب النار تطلق
فهاله المنظر الفضيع، وكادت نفسه تضيع
لكنه إنسان، لديه العلم والبرهان، فقابلها بالبسملة
وبالآيات المنزلة، فلما وقع ذكر الله في سمعها
صاحت من ذعرها, وغطت وجهها بشعرها
وحاولت أن تمنعه من التلاوة, فأحضرت له كيس حلاوة


لكنه لم يبالي بخديعتها, وقد عرف سلوكها وطبيعتها
فأستمر في تلاوة الآيات والسور, وعينه تراقبها في حذر
فرآها وقد ذُعرت,و صرعت من طولها و دُحرت
وخارت قواها,ولم يفدهاسحرها و دواها
ففقدت وعيها, وخاب سعيها, فتشجّع قلبه
وفرح بعد تعبه, لكنه إستمرّ في التلاوة, فللقرآن طلاوة
ولما فاقت الجنية ولولت وناحت، ووجدت رجلاها في الأرض قد ساخت
فغمرت وجهها الكآبة، وضاق صدرها بعد الرحابة, وأذاقها الآدمي عقابه
فنادت بالويل والثبور، وظهرت على وجهها بعض البثور
لأن القرآن كان يحرقها, من أخمص قدمها إلى مفرقها
فظل يرتل القرآن، والمعوذات من الفرقان
وهي تبكي وتستغيث, والرجل يسعى لتأديبها سعيا حثيث
حتى راءها تضمحل وجسمها ينتحل, وكان البدر ليلتها مكتمل
وهي ترجوه أن يتوقف، و تستقيله وتستعطف,لكنه نهرها وتأفف
وهي تقول أنها نادمة، قد كانت له ظالمة, ووعدته أن لا تعود
ولا تتجاوز الحدود، وإنها آسفة، لم تفهم السالفة
لكن جسدها ضمر، وجبل هامتها إنحدر
فصغرت حتى صارت كالبقرة, ثم صغرت حتى صارت كالدجاجة
ثم صغرت حتى صارت كالجرادة
وحلت عليها اللعنة والقرادة, ثم إختفت للأبد
ونجى منها بفضل الأحد الصمد
فحمد الله على النجاة و شعر بحرارة الحياة
فعاد إلى البيت مسرعا وقلبه من الحنين مولعا
ولما إقترب من العمران، شاهده بعض الصبيان
فجرى كما تجري الريح, وأخذ الصبي من فرحته يصيح:
البشارة البشارة، اسمعوني يا أهل الحارة
فخرج الكبار والصغار, يستطلعون الأخبار
و يتسألون في إستنكار:
ماذا جرى ماذا حدث؟ لماذا يجري هذا الحدث؟
لكن الولد لم يتوقف، ولا هاب أحدا ولا تخوف
بل مضى بسرعة البرق، مقصده المنازل في الشرق
حتى وصل إلى بيت الغائب المفقود
فأستقبلوه بالمسك والعود, ومنحوه الهدايا و النقود
ثم إتجه صوب الحبيبة، لعله يجدها قريبة، فلما اقترب من دارها
إستوقفته أشعارها:
يا أيّها الراكـــبُ الغــــادي لطيّتهِ ** عرّج أبثّك عَن بعضِ الّذي أجدُ
ما عالجَ الناسُ مِن وجدٍ تضمّنهم ** إلّا وَوجـدي به فــوقَ الّذي أجدُ
حَسبي رِضــــاه وأنّي فــي مسرّتهِ ** وَودّه آخـــــرَ الأيّـــام أجتــــــهدُ
فلما سمع الصبي هذه الأشعار الجميلة, ترقرقت في عينه أدمع جزيلة
ثم شد العزم و ضاعف النشاط والحزم , فناداها من بعيد:
البشرى يا بنت سعيد .. البشرى يا بنت سعيد
إعتبري هذا اليوم عيد
فألتفت إليه و صاحت عليه:
ما هي البشار, وضح و أعطى إمارة ولا تكتفي بالإشارة
فقال لها: محبوبك رأيته في ذاك الحي ,و أقسم بالله إنه حي
فإستخفتها الفرحة, و لبست الفستان والطرحة
و غادرت البيت منشرحة
يقودها إحساس العشاق, بلوعة البعد و الأشواق
تطوى الطريق طى السجل, بنبضات قلبها تستدل
تكاد تطير من البهجة, صوب الحبيب متجهه
لا تفارقها احلام المحبين ولا أوهام العاشقين
أما بطل القصة فقد وافق من السعد حصة
فها هي فرقة البحث و الانقاذ تعثر عليه بين الأنقاض
و تحمله على بغلة و توصله الى أهله
ففرحوا كثيرا و اقاموا حفلا كبيرا
ثم خطبو له المليحة و زفنوا في الصبيحة
وعاش في سعادة و سرور, وراحة و حبور
بعد أن توظف في الجمارك, وفي خدمة المجتمع شارك
الصخرة في مكانها رابضة, والجنية على حسرتها قابضة

الأحد، 30 مارس 2014

قصة معلمة


وقفت المعلمة أمام الصف الخامس في أول يوم تستأنف فيه الدراسة، وألقت على مسامع التلاميذ جملة لطيفة تجاملهم بها، نظرت لتلاميذها وقالت لهم: إنني أحبكم جميعاً، هكذا كما يفعل جميع المعلمين والمعلمات، ولكنها كانت تستثني في نفسها تلميذاً يجلس في الصف الأمامي، يدعى تيدي ستودارد. 
لقد راقبت المعلمة الطفل تيدي خلال العام السابق، ولاحظت أنه لا يلعب مع بقية الأطفال، وأن ملابسه دائماً متسخة، وأنه دائماً يحتاج إلى حمام، بالإضافة إلى أنه يبدو شخصاً غير مبهج، وقد بلغ الأمر أن المعلمة كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض الخط، وتضع عليها علامات x بخط عريض، وبعد ذلك تكتب عبارة "راسب" في أعلى تلك الأوراق. 

وفي المدرسة التي كانت تعمل فيها المعلمة، كان يطلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ، فكانت تضع سجل الدرجات الخاص بتيدي في النهاية. وبينما كانت تراجع ملفه فوجئت بشيء ما!! 
لقد كتب معلم تيدي في الصف الأول الابتدائي ما يلي: "تيدي طفل ذكي ويتمتع بروح مرحة. إنه يؤدي عمله بعناية واهتمام، وبطريقة منظمة، كما أنه يتمتع بدماثة الأخلاق". 

وكتب عنه معلمه في الصف الثاني: "تيدي تلميذ نجيب، ومحبوب لدى زملائه في الصف، ولكنه منزعج وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال، مما جعل الحياة في المنزل تسودها المعاناة والمشقة والتعب". 

أما معلمه في الصف الثالث فقد كتب عنه: "لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه.. لقد حاول الاجتهاد، وبذل أقصى ما يملك من جهود، ولكن والده لم يكن مهتماً، وإن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات". 

بينما كتب عنه معلمه في الصف الرابع: "تيدي تلميذ منطو على نفسه، ولا يبدي الكثير من الرغبة في الدراسة، وليس لديه الكثير من الأصدقاء، وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس". 

وهنا أدركت المعلمة المشكلة، فشعرت بالخجل والاستحياء من نفسها على ما بدر منها، وقد تأزم موقفها إلى الأسوأ عندما أحضر لها تلاميذها هدايا عيد الميلاد ملفوفة في أشرطة جميلة وورق براق، ما عدا تيدي. فقد كانت الهدية التي تقدم بها لها في ذلك اليوم ملفوفة بسماجة وعدم انتظام، في ورق داكن اللون، مأخوذ من كيس من الأكياس التي توضع فيها الأغراض من بقالة، وقد تألمت السيدة تومسون وهي تفتح هدية تيدي، وانفجر بعض التلاميذ بالضحك عندما وجدت فيها عقداً مؤلفاً من ماسات مزيفة ناقصة الأحجار، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع فقط... ولكن سرعان ما كف أولئك التلاميذ عن الضحك عندما عبَّرت السيدة تومسون عن إعجابها الشديد بجمال ذلك العقد ثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها. ولم يذهب تيدي بعد الدراسة إلى منزله في ذلك اليوم. بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل المعلمة يقول لها: إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي! ! 
وعندما غادر التلاميذ المدرسة، انفجرت المعلمة في البكاء لمدة ساعة على الأقل، لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها، ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة!، ومنذ ذلك اليوم توقفت عن تدريس القراءة، والكتابة، والحساب، وبدأت بتدريس الأطفال المواد كافة "معلمة فصل"، وقد أولت المعلمة اهتماماً خاصاً لتيدي، وحينما بدأت التركيز عليه بدأ عقله يستعيد نشاطه، وكلما شجعته كانت استجابته أسرع، وبنهاية السنة الدراسية، أصبح تيدي من أكثر التلاميذ تميزاً في الفصل، وأبرزهم ذكاء، وأصبح أحد التلايمذ المدللين عندها.

وبعد مضي عام وجدت المعلمة مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي، يقول لها فيها: "إنها أفضل معلمة قابلها في حياته". 

مضت ست سنوات دون أن تتلقى أي مذكرة أخرى منه. ثم بعد ذلك كتب لها أنه أكمل المرحلة الثانوية، وأحرز المرتبة الثالثة في فصله، وأنها حتى الآن مازالت تحتل مكانة أفضل معلمة قابلها طيلة حياته. 

وبعد انقضاء أربع سنوات على ذلك، تلقت خطاباً آخر منه يقول لها فيه: "إن الأشياء أصبحت صعبة، وإنه مقيم في الكلية لا يبرحها، وإنه سوف يتخرج قريباً من الجامعة بدرجة الشرف الأولى، وأكد لها كذلك في هذه الرسالة أنها أفضل وأحب معلمة عنده حتى الآن". 

وبعد أربع سنوات أخرى، تلقت خطاباً آخر منه، وفي هذه المرة أوضح لها أنه بعد أن حصل على درجة البكالوريوس، قرر أن يتقدم قليلاً في الدراسة، وأكد لها مرة أخرى أنها أفضل وأحب معلمة قابلته طوال حياته، ولكن هذه المرة كان اسمه طويلاً بعض الشيء، دكتور ثيودور إف. ستودارد!! 

لم تتوقف القصة عند هذا الحد، لقد جاءها خطاب آخر منه في ذلك الربيع، يقول فيه: "إنه قابل فتاة، وأنه سوف يتزوجها، وكما سبق أن أخبرها بأن والده قد توفي قبل عامين، وطلب منها أن تأتي لتجلس مكان والدته في حفل زواجه، وقد وافقت المعلمة على ذلك"، والعجيب في الأمر أنها كانت ترتدي العقد نفسه الذي أهداه لها في عيد الميلاد منذ سنوات طويلة مضت، والذي كانت إحدى أحجاره ناقصة، والأكثر من ذلك أنه تأكد من تعطّرها بالعطر نفسه الذي ذَكّرهُ بأمه في آخر عيد ميلاد!! 

واحتضن كل منهما الآخر، وهمس (دكتور ستودارد) في أذن المعلمة قائلاً لها، أشكرك على ثقتك فيّ، وأشكرك أجزل الشكر على أن جعلتيني أشعر بأنني مهم، وأنني يمكن أن أكون مبرزاً ومتميزاً. 

فردت عليه المعلمة والدموع تملأ عينيها: أنت مخطئ، لقد كنت أنت من علمني كيف أكون معلمة مبرزة ومتميزة، لم أكن أعرف كيف أعلِّم، حتى قابلتك. 

قصة معلمة


وقفت المعلمة أمام الصف الخامس في أول يوم تستأنف فيه الدراسة، وألقت على مسامع التلاميذ جملة لطيفة تجاملهم بها، نظرت لتلاميذها وقالت لهم: إنني أحبكم جميعاً، هكذا كما يفعل جميع المعلمين والمعلمات، ولكنها كانت تستثني في نفسها تلميذاً يجلس في الصف الأمامي، يدعى تيدي ستودارد. 
لقد راقبت المعلمة الطفل تيدي خلال العام السابق، ولاحظت أنه لا يلعب مع بقية الأطفال، وأن ملابسه دائماً متسخة، وأنه دائماً يحتاج إلى حمام، بالإضافة إلى أنه يبدو شخصاً غير مبهج، وقد بلغ الأمر أن المعلمة كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض الخط، وتضع عليها علامات x بخط عريض، وبعد ذلك تكتب عبارة "راسب" في أعلى تلك الأوراق. 

وفي المدرسة التي كانت تعمل فيها المعلمة، كان يطلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ، فكانت تضع سجل الدرجات الخاص بتيدي في النهاية. وبينما كانت تراجع ملفه فوجئت بشيء ما!! 
لقد كتب معلم تيدي في الصف الأول الابتدائي ما يلي: "تيدي طفل ذكي ويتمتع بروح مرحة. إنه يؤدي عمله بعناية واهتمام، وبطريقة منظمة، كما أنه يتمتع بدماثة الأخلاق". 

وكتب عنه معلمه في الصف الثاني: "تيدي تلميذ نجيب، ومحبوب لدى زملائه في الصف، ولكنه منزعج وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال، مما جعل الحياة في المنزل تسودها المعاناة والمشقة والتعب". 

أما معلمه في الصف الثالث فقد كتب عنه: "لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه.. لقد حاول الاجتهاد، وبذل أقصى ما يملك من جهود، ولكن والده لم يكن مهتماً، وإن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات". 

بينما كتب عنه معلمه في الصف الرابع: "تيدي تلميذ منطو على نفسه، ولا يبدي الكثير من الرغبة في الدراسة، وليس لديه الكثير من الأصدقاء، وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس". 

وهنا أدركت المعلمة المشكلة، فشعرت بالخجل والاستحياء من نفسها على ما بدر منها، وقد تأزم موقفها إلى الأسوأ عندما أحضر لها تلاميذها هدايا عيد الميلاد ملفوفة في أشرطة جميلة وورق براق، ما عدا تيدي. فقد كانت الهدية التي تقدم بها لها في ذلك اليوم ملفوفة بسماجة وعدم انتظام، في ورق داكن اللون، مأخوذ من كيس من الأكياس التي توضع فيها الأغراض من بقالة، وقد تألمت السيدة تومسون وهي تفتح هدية تيدي، وانفجر بعض التلاميذ بالضحك عندما وجدت فيها عقداً مؤلفاً من ماسات مزيفة ناقصة الأحجار، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع فقط... ولكن سرعان ما كف أولئك التلاميذ عن الضحك عندما عبَّرت السيدة تومسون عن إعجابها الشديد بجمال ذلك العقد ثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها. ولم يذهب تيدي بعد الدراسة إلى منزله في ذلك اليوم. بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل المعلمة يقول لها: إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي! ! 
وعندما غادر التلاميذ المدرسة، انفجرت المعلمة في البكاء لمدة ساعة على الأقل، لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها، ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة!، ومنذ ذلك اليوم توقفت عن تدريس القراءة، والكتابة، والحساب، وبدأت بتدريس الأطفال المواد كافة "معلمة فصل"، وقد أولت المعلمة اهتماماً خاصاً لتيدي، وحينما بدأت التركيز عليه بدأ عقله يستعيد نشاطه، وكلما شجعته كانت استجابته أسرع، وبنهاية السنة الدراسية، أصبح تيدي من أكثر التلاميذ تميزاً في الفصل، وأبرزهم ذكاء، وأصبح أحد التلايمذ المدللين عندها.

وبعد مضي عام وجدت المعلمة مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي، يقول لها فيها: "إنها أفضل معلمة قابلها في حياته". 

مضت ست سنوات دون أن تتلقى أي مذكرة أخرى منه. ثم بعد ذلك كتب لها أنه أكمل المرحلة الثانوية، وأحرز المرتبة الثالثة في فصله، وأنها حتى الآن مازالت تحتل مكانة أفضل معلمة قابلها طيلة حياته. 

وبعد انقضاء أربع سنوات على ذلك، تلقت خطاباً آخر منه يقول لها فيه: "إن الأشياء أصبحت صعبة، وإنه مقيم في الكلية لا يبرحها، وإنه سوف يتخرج قريباً من الجامعة بدرجة الشرف الأولى، وأكد لها كذلك في هذه الرسالة أنها أفضل وأحب معلمة عنده حتى الآن". 

وبعد أربع سنوات أخرى، تلقت خطاباً آخر منه، وفي هذه المرة أوضح لها أنه بعد أن حصل على درجة البكالوريوس، قرر أن يتقدم قليلاً في الدراسة، وأكد لها مرة أخرى أنها أفضل وأحب معلمة قابلته طوال حياته، ولكن هذه المرة كان اسمه طويلاً بعض الشيء، دكتور ثيودور إف. ستودارد!! 

لم تتوقف القصة عند هذا الحد، لقد جاءها خطاب آخر منه في ذلك الربيع، يقول فيه: "إنه قابل فتاة، وأنه سوف يتزوجها، وكما سبق أن أخبرها بأن والده قد توفي قبل عامين، وطلب منها أن تأتي لتجلس مكان والدته في حفل زواجه، وقد وافقت المعلمة على ذلك"، والعجيب في الأمر أنها كانت ترتدي العقد نفسه الذي أهداه لها في عيد الميلاد منذ سنوات طويلة مضت، والذي كانت إحدى أحجاره ناقصة، والأكثر من ذلك أنه تأكد من تعطّرها بالعطر نفسه الذي ذَكّرهُ بأمه في آخر عيد ميلاد!! 

واحتضن كل منهما الآخر، وهمس (دكتور ستودارد) في أذن المعلمة قائلاً لها، أشكرك على ثقتك فيّ، وأشكرك أجزل الشكر على أن جعلتيني أشعر بأنني مهم، وأنني يمكن أن أكون مبرزاً ومتميزاً. 

فردت عليه المعلمة والدموع تملأ عينيها: أنت مخطئ، لقد كنت أنت من علمني كيف أكون معلمة مبرزة ومتميزة، لم أكن أعرف كيف أعلِّم، حتى قابلتك. 

قصة معلمة


وقفت المعلمة أمام الصف الخامس في أول يوم تستأنف فيه الدراسة، وألقت على مسامع التلاميذ جملة لطيفة تجاملهم بها، نظرت لتلاميذها وقالت لهم: إنني أحبكم جميعاً، هكذا كما يفعل جميع المعلمين والمعلمات، ولكنها كانت تستثني في نفسها تلميذاً يجلس في الصف الأمامي، يدعى تيدي ستودارد. 
لقد راقبت المعلمة الطفل تيدي خلال العام السابق، ولاحظت أنه لا يلعب مع بقية الأطفال، وأن ملابسه دائماً متسخة، وأنه دائماً يحتاج إلى حمام، بالإضافة إلى أنه يبدو شخصاً غير مبهج، وقد بلغ الأمر أن المعلمة كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض الخط، وتضع عليها علامات x بخط عريض، وبعد ذلك تكتب عبارة "راسب" في أعلى تلك الأوراق. 

وفي المدرسة التي كانت تعمل فيها المعلمة، كان يطلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ، فكانت تضع سجل الدرجات الخاص بتيدي في النهاية. وبينما كانت تراجع ملفه فوجئت بشيء ما!! 
لقد كتب معلم تيدي في الصف الأول الابتدائي ما يلي: "تيدي طفل ذكي ويتمتع بروح مرحة. إنه يؤدي عمله بعناية واهتمام، وبطريقة منظمة، كما أنه يتمتع بدماثة الأخلاق". 

وكتب عنه معلمه في الصف الثاني: "تيدي تلميذ نجيب، ومحبوب لدى زملائه في الصف، ولكنه منزعج وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال، مما جعل الحياة في المنزل تسودها المعاناة والمشقة والتعب". 

أما معلمه في الصف الثالث فقد كتب عنه: "لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه.. لقد حاول الاجتهاد، وبذل أقصى ما يملك من جهود، ولكن والده لم يكن مهتماً، وإن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات". 

بينما كتب عنه معلمه في الصف الرابع: "تيدي تلميذ منطو على نفسه، ولا يبدي الكثير من الرغبة في الدراسة، وليس لديه الكثير من الأصدقاء، وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس". 

وهنا أدركت المعلمة المشكلة، فشعرت بالخجل والاستحياء من نفسها على ما بدر منها، وقد تأزم موقفها إلى الأسوأ عندما أحضر لها تلاميذها هدايا عيد الميلاد ملفوفة في أشرطة جميلة وورق براق، ما عدا تيدي. فقد كانت الهدية التي تقدم بها لها في ذلك اليوم ملفوفة بسماجة وعدم انتظام، في ورق داكن اللون، مأخوذ من كيس من الأكياس التي توضع فيها الأغراض من بقالة، وقد تألمت السيدة تومسون وهي تفتح هدية تيدي، وانفجر بعض التلاميذ بالضحك عندما وجدت فيها عقداً مؤلفاً من ماسات مزيفة ناقصة الأحجار، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع فقط... ولكن سرعان ما كف أولئك التلاميذ عن الضحك عندما عبَّرت السيدة تومسون عن إعجابها الشديد بجمال ذلك العقد ثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها. ولم يذهب تيدي بعد الدراسة إلى منزله في ذلك اليوم. بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل المعلمة يقول لها: إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي! ! 
وعندما غادر التلاميذ المدرسة، انفجرت المعلمة في البكاء لمدة ساعة على الأقل، لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها، ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة!، ومنذ ذلك اليوم توقفت عن تدريس القراءة، والكتابة، والحساب، وبدأت بتدريس الأطفال المواد كافة "معلمة فصل"، وقد أولت المعلمة اهتماماً خاصاً لتيدي، وحينما بدأت التركيز عليه بدأ عقله يستعيد نشاطه، وكلما شجعته كانت استجابته أسرع، وبنهاية السنة الدراسية، أصبح تيدي من أكثر التلاميذ تميزاً في الفصل، وأبرزهم ذكاء، وأصبح أحد التلايمذ المدللين عندها.

وبعد مضي عام وجدت المعلمة مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي، يقول لها فيها: "إنها أفضل معلمة قابلها في حياته". 

مضت ست سنوات دون أن تتلقى أي مذكرة أخرى منه. ثم بعد ذلك كتب لها أنه أكمل المرحلة الثانوية، وأحرز المرتبة الثالثة في فصله، وأنها حتى الآن مازالت تحتل مكانة أفضل معلمة قابلها طيلة حياته. 

وبعد انقضاء أربع سنوات على ذلك، تلقت خطاباً آخر منه يقول لها فيه: "إن الأشياء أصبحت صعبة، وإنه مقيم في الكلية لا يبرحها، وإنه سوف يتخرج قريباً من الجامعة بدرجة الشرف الأولى، وأكد لها كذلك في هذه الرسالة أنها أفضل وأحب معلمة عنده حتى الآن". 

وبعد أربع سنوات أخرى، تلقت خطاباً آخر منه، وفي هذه المرة أوضح لها أنه بعد أن حصل على درجة البكالوريوس، قرر أن يتقدم قليلاً في الدراسة، وأكد لها مرة أخرى أنها أفضل وأحب معلمة قابلته طوال حياته، ولكن هذه المرة كان اسمه طويلاً بعض الشيء، دكتور ثيودور إف. ستودارد!! 

لم تتوقف القصة عند هذا الحد، لقد جاءها خطاب آخر منه في ذلك الربيع، يقول فيه: "إنه قابل فتاة، وأنه سوف يتزوجها، وكما سبق أن أخبرها بأن والده قد توفي قبل عامين، وطلب منها أن تأتي لتجلس مكان والدته في حفل زواجه، وقد وافقت المعلمة على ذلك"، والعجيب في الأمر أنها كانت ترتدي العقد نفسه الذي أهداه لها في عيد الميلاد منذ سنوات طويلة مضت، والذي كانت إحدى أحجاره ناقصة، والأكثر من ذلك أنه تأكد من تعطّرها بالعطر نفسه الذي ذَكّرهُ بأمه في آخر عيد ميلاد!! 

واحتضن كل منهما الآخر، وهمس (دكتور ستودارد) في أذن المعلمة قائلاً لها، أشكرك على ثقتك فيّ، وأشكرك أجزل الشكر على أن جعلتيني أشعر بأنني مهم، وأنني يمكن أن أكون مبرزاً ومتميزاً. 

فردت عليه المعلمة والدموع تملأ عينيها: أنت مخطئ، لقد كنت أنت من علمني كيف أكون معلمة مبرزة ومتميزة، لم أكن أعرف كيف أعلِّم، حتى قابلتك. 

الجمعة، 28 مارس 2014

قصة شاب


تصلت بي المستشفى وأخبروني عن حالة خطيرة تحت الإسعاف .. فلما وصلت إذا بالشاب قد توفي رحمه الله .. ولكن ما هي تفاصيل وفاته .. فكل يوم يموت المئات بل الآلاف .. ولكن كيف تكون وفاتهم ؟!! وكيف تكون خاتمتهم ؟!!
أصيب هذا الشاب بطلقة نارية عن طريق الخطأ فأسرع والداه جزاهما الله خيراً به إلى المستشفى العسكري بالرياض ولما كانا في الطريق التفت إليهما الشاب وتكلم معهما !! ولكن !! ماذا قال ؟؟ هل كان يصرخ ويئن ؟! أم كـان يقول أسرعوا بي للمستشفى ؟! أم كان يتسخط ويشكو ؟! أما ماذا ؟!
يقول والداه كان يقول لهما : لا تخافا !! فإني ميت .. واطمئنـا .. فإني أشم رائحة الجنة .. ليس هذا فحسـب بل كرر هذه الكلمات الإيمانيـة عند الأطباء في الإسعـاف .. حيث حاولـوا وكرروا المحاولات لإسعافه .. فكان يقول لهم : يا إخواني إني ميت لا تتعبوا أنفسكم .. فإني أشم رائحة الجنة !!
ثم طلب من والديه الدنو منه وقبلهما وطلب منهما السماح وسلّم على إخوانه ثم نطق بالشاهدتين!! أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله .. ثم أسلم روحه إلى بارئها سبحانه وتعالى !!
الله أكبر !!!
ماذا أقول ؟ وبم أعلق ؟ أجد أن الكلمات تحتبس في فمي .. والقلم يرتجف في يدي .. ولا أملك إلا أن أردد وأتذكر قول الله تعالى (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة) ولا تعليق عليها(إبراهيم آية 27).
ويواصل محدثي حديثه فيقول : أخذوه ليغسّلوه فغسله الأخ ضياء مغسل الموتى بالمستشفى وكان أن شاهد هو الآخر عجباً ! .. كما حدثه بذلك في صلاة المغرب من نفس اليوم !!
أولاً : رأى جبينه يقطر عرقاً ... قلت لقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن المؤمن يموت بعرق الجبين .. وهذا من علامات حسن الخاتمة !!
ثانياً : يقول كانت يداه لينتين وفي مفاصله ليونه كأنه لم يمت وفيه حرارة لم أشهدها من قبل فيمن أغسلهم !! ومن المعلوم أن الميت يكون جسمه بارداً وناشفاً ومتخشباً !!
ثالثاً : كانت كفه اليمنى في مثل ما تكون في التشهد قد أشار بالسبابة للتوحيد والشهادة وقبض بقية أصابعه .. سبحان الله ..!!
ما أجملها من خاتمة .. نسأل الله حسن الخاتمة !!
أحبتي .. القصة لم تنته بعد !!
سـأل الأخ ضياء وأحد الأخوة والده عن ولده وماذا كان يصنع ؟!
أتدري ما هو الجواب ؟!
أتظن أنه كان يقضي ليله متسكعاً في الشوارع أو رابضاً عند القنوات الفضائية والتلفاز يشاهد المحرمات … أم يغطُّ في نوم عميق حتى عن الصلوات … أم مع شلل الخمر والمخدرات والدخان وغيرها ؟
أم ماذا يا ترى كان يصنع ؟! وكيف وصل إلى هذه الخاتمة التي لا أشك أخي القارئ أنك تتمناها .. أن تموت وأنت تشم رائحة الجنة ! .
قال والده : لقد كان غالباً ما يقوم الليل … فيصلي ما كتب الله له وكان يوقظ أهل البيت كلهم ليشهدوا صلاة الفجر مع الجماعة وكان محافظا على حفظ القرآن … و كان من المتفوقين في دراسته الثانوية … !!
قلت صدق الله (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلاً من غفور رحيم) فصلت آية 32 ....

قصص موثرة

أين الله ؟
‏قال الملحدون لأبي حنيفة : في أي سنة وجد ربك ؟
قال : الله موجود قبل التاريخ والأزمنة لا أول لوجوده ..
قالوا : نريد منك إعطاءنا أمثلة من الواقع !
قال لهم : ماذا قبل الأربعة ؟
قالوا : ثلاثة ..
قال لهم : ماذا قبل الثلاثة ؟
قالوا : إثنان ..
قال لهم : ماذا قبل الإثنين ؟
قالوا : واحد ..
قال لهم : وما قبل الواحد ؟
قالوا : لا شئ قبله ..
قال لهم : إذا كان الواحد الحسابي لا شئ قبله فكيف بالواحد الحقيقي وهو الله ! إنه قديم لا أول لوجوده ..
قالوا : في أي جهة يتجه ربك ؟
قال : لو أحضرتم مصباحا في مكان مظلم إلى أي جهة يتجه النور ؟
قالوا : في كل مكان ..
قال : إذا كان هذا النور الصناعي فكيف بنور السماوات والأرض !؟
قالوا : عرّفنا شيئا عن ذات ربك ؟ أهي صلبة كالحديد أو سائلة كالماء ؟ أم غازية كالدخان والبخار؟
فقال : هل جلستم بجوار مريض مشرف على النزع الأخير ؟
قالوا : جلسنا ..
قال : هل كلمكم بعدما أسكته الموت ؟
قالوا : لا.
قال : هل كان قبل الموت يتكلم ويتحرك ؟
قالوا : نعم.
قال : ما الذي غيره ؟
قالوا : خروج روحه.
قال : أخرجت روحه ؟
قالوا : نعم.
قال : صفوا لي هذه الروح ، هل هي صلبة كالحديد أم سائلة كالماء ؟ أم غازية كالدخان والبخار ؟
قالوا : لا نعرف شيئا عنها !!
قال : إذا كانت الروح المخلوقة لا يمكنكم الوصول إلى كنهها فكيف تريدون مني أن اصف لكم الذات الإلهية ؟
------------------------------------------------------------

اغرب قصص الخيل


أغرب ما سمعت من قصص وأخبار الخيل هذه القصة التي أحببت أن أقصها لعموم الفائدة والمتعة يقال أن رجلا بدويًا كان لديه فرس كحيله جميله اسماها الريشة لسرعتها الفائقة وكان مالكها ويدعى (جبل) يتحدى أهل الخيل ويراهنهم على السبق ولم يخسر رهانه مع احد, اشتهرت الفرس حتى وصل إلى أسماع احد باشاوات الترك خبرها فأرسل إلى صاحبها يعرض أن يشتريها فرفض وأرسل إليه ثانيه وزاد في المبلغ الذي عرضه لشرائها ولكن جبل رغم فقره الشديد رفض, وأكثر الباشا التركي من مراسليه حتى أنه عرض أن يملأ عليقها ذهبا (وعليق الفرس هو ما يوضع فيه علفها من الخيش المخيط على شكل أناء وله حبل يعلق خلف أذنيها) فرد عليه جبل: لا أبيع الريشه ولا بوزنها ذهبا. ولم يئس الباشا التركي تلك الفرس حتى جاءه احد قطاع الطرق المشهورين بالسرقة ووعده بأن يأتيه بالفرس, فووعده الباشا بمكافأة مجزيه إن هو بر بوعده, ذهب الصعلوك واسمه (جعفر) متخفيا إلى منازل قبيلة جبل واستضيف في احد البيوت القريبة من منزل جبل بحيث يرى الفرس ويراقبها. وفي ليلة ظلماء تسلل جعفر إلى مربط الفرس فوجدها قد ربطت بسلسلة من الحديد القوي ومن شدة خوف جبل عليها من السرقة ربط هذه السلسلة بسكة طويلة وغرزها حتى آخرها في الأرض وفرش عليها ونام, تلمس اللص مكان السيخ تحت الفراش وبعد جهد وحذر شديدين تمكن من إخراج السكة وسحبها بهدوء, وقبل الفجر بقليل تمكن من فك قيد الفرس ووضع عليها السرج وعندما استقر على ظهرها نادىبصوت عال: يا جبل أنا جعفر وقد أخذت فرسك للباشا (وهذه عادة البدو حتى لا يتهم بها بريء).

صاح جبل : يا أهل الخيل ........................ يا أهل الخيل ................................ الحقوه...............الحقوه

ركب الرجال الخيل ومعهم صاحبها على فرس أحد أقربائه واستمرت المطاردة طويلا حتى طلعت الشمس وتضاحت وانقطعت الخيل عن الطراد إلا فرس جبل وعندما تساوت الفرسين واقترب جبل من إمساك اللص صاح به: ألكده بخاصرته ! فما كان منه إلا أن نفذ نصيحته فزادت سرعتها وانطلقت كالسهم وأفلت اللص بالغنيمة. أوصل جعفر الفرس الثمينة إلى الباشا وأخذ المكافأة بعد أن قص عليه تفاصيل ما حدث, تعجب الباشا كثيراً لما فعله جبل فأرسل إليه من يحضره وعندما وصل سأله: لماذا ساعدت اللص بالإفلات بفرسك التي تحبها أكثر من أي شيء بالدنيا ؟ أجابه: كان أهون علي أن أخسرها ولا يقول العرب أن فرس فلان لحقت الريشة! تعجب الرجل التركي لجواب جبل وزاد إعجابه به وأمر بإحضار الفرس فردها إليه وقال له: ما يستاهله احد غيرك. وأمر له بعطاء وكسوه وعلف للفرس وطلب منه إن هي أنجبت أن يبيعه أبنتها فوعده جبل وتوادعا على خير .
فالخيل عند العرب اقترنت بالشرف والشهامة...وقد اهتموا بتربيتها وتفننوا في الهيام بها...والمحافظة عليها...لا ينام الواحد منهم حتى يطعم فرسه ويظل يحرسها اكثر من اولاده وقد افيدكم ببحث في الخيل واصولها واسمائها وما قيل من اشعار فيها ان كنتم تستصيغون ذلك

اجمل صور الخيول


يا سابقي كثرت علوم العرب فيكْ


يا سابقي كثرت علوم العرب فيكْ 
عٌلوم الملوك من أولٍ ثم تـاليْ

لا نيب بايع و لا نـي بِمهـــديك 
وانا اللي اسـتاهـــــل كلّ غَالي

وانتي من الثلث المحرم ولا اعطيك 
وانتي بها الدنيا شريدة حلالي

ياما حَلَى خطوى الـقلاعَة تباريك 
افرح بها الدنيا الصديق المواليْ

وياما حَلَى زين الندى في مواطيك 
في عَثْعَثٍ توّه من الوسم سالي

ويا ما حلى شمشولٍ من البدو يتليْكْ 
بقفر به الجازي تربّى الغَزَالي

الخير كــله نـابتٍ في نواصـيـكْ 
وادله ليا راعيت زولك قبالي

بِالضيق لـِوجيه المـداريع نثنيك 
وعَجله وريّـضه خلاف التوالي

حـقك علّي من الـبّر أبـــّديك .
وَعَلى بدنك الجوخَ أحطّه جلالي

أبيه عن برد المـشاتي يــدفّـيك 
وبالقيظ احطك في نعيم الظلالي

يا نافدا اللّي حصلك من مجانيك 
جابك عقاب الخيل ذيب العيالي

جابك صبي الجُود من كف راعيك 
في ساعة تذهل عقول الرجالي

يا سـابقي نبي نبعـــد مشاحيك 
والبعد سلم مكرمين السّباليْ

يم الجنوب وديرِتِهِ نِنتِحي فِيك 
لربعٍ من الأوناس قفرٍ وخاليْ

قصة فتاة

كم تمنيت ان احقق الكثير من الاحلام ولكن لم يكن القدر منصفا لى كم من الاحلام التى انهارت امام اعينى وكم من الالآم التى اعانى منها؟sad؟؟؟
لم يتركنى المجتمع وشأنى ولم تتركنى اسرتى بكلامها الفظ وكما تعلمون ان المجتمع ظالم للمرأه فاليوم يتخلى عنك اهلك وتصير وحيدا ولا يوجد امام الاهل حل خوفا من ان ينتزعهم القدر ولا يستطيعون حمايتك فالحل الوحيد الذى امامهم هو ان يزوجونى ضمانا لعدم وحدتى فيما بعد ولكن حتى شعورى بالسعاده كأى فتاه تحلم برجل تستطيع ان تمضى معه حياتها يستطيع حمايتها واحتوائها ولكن ماذا لو كان عمرى هو سبب خوف اهلى على من العنوسه وكلام الناس واصرارهم ان اتزوج رجل بدون شخصية sad
نعم مازلت فى اول الطريق ولكن كيف سأجعل هذه العلاقة تنتهى وكيف اقول لهم انى لا اريد ان اكمل حياتى معه ؟؟؟؟؟؟؟
اتعلمون ماحجم الالم الذى امر به وكم اشعر انى ليس سوى رقم محسوب فى تعداد الاحياء !!!!!!!
ولكنى سأقدم على حياة لم ارغبها ولن ارغبها وعاجزه عن الرفض ماذا افعل وانا فى دوامة لا تنتهى ادور فيها ولا اجد الاطعم العجز والالم sad ارغب ان تنتهى حياتى وتزهق روحى التى هى السبب الذى يجعلنى فى تعداد الاحياء
اصبحت انا المخطئة واصبحت تصرفاتهم سليمة ونسوا ان الله لو اراد لى ان اكون وحيده سأكون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قد انساهم كلام الناس والمجتمع كم من امرأه تزوجت وانجبت العديد من الابناء ولكن انتهى بها المطاف الى ان تكون وحيده مهانه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟لقد نسوا ان الله لن يتركنى ولن اكون حينها وحيده؟؟؟؟؟؟؟mail
ولكن لاتكبلونى بالاصفاد وتعذبونى من اجل كلام الناس وتصفونى بتلك الاوصاف
لقد كرهت تلك الحياة ولكن عذرا فقد تحاولوا الاتتركونى وحيده فى هذا العالم ولكن انتم جعلتمونى ميته ووحيده فى عالم الاموات حتى !!!!!!!!!!!broken heart
هل مايتم من ان اجبر برجل ليس له شخصية وبيئه غير البيئة وحياة تقلل من شأنى هو الحل بالنسبة لكم لكى لاتتركونى وحيده ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!هههههههه كم ان هذا محزن ياليتكم لم لتهبونى تلك الحياة الرخيصة
انا ماتمر به الكثير من الفتيات من نظرة مجتمع ظالم ومتجبر يجبرهن على العيش فى ظروف لم يخترنها وتحت ظغوط لم تكن لهن استعداد على تحملها وقلب مملوء بالكره لهذا المجتمع القاسى الذى يجعل منهن امهات قاسيات ترفضن وجود بنات لهن خوفا عليهن من ظلم ذلك المجتمع وعدم انصافه لهن ونظرتهن لظلم هذا المجتمع سيساعدهن على اخراج ابناء لديهم وفاء لهذا المجتمع لم عدم انتماء ؟؟؟؟

قصة عن الصبر


قال رجل لعنتره : ما السر في شجاعتك وأنت تغلب الرجال ؟
فقال عنتره : ضع إصبعك في فمي وخذ إصبعي في فمك . وعض كل واحد منهم الآخر ، فصاح الرجل من الألم ولم يصبر ، فأخرج له عنتره إصبعه . وقال : بهذا غلبت الأبطال ...أي بالصبر والاحتمال .

فالصبر الصبر وإياكم والجزع مما يقدر الله ويشاء فنحن ملك لله ، وعبيد لله ، ومن حق المالك أن يفعل بما يملك ما يشاء.

إليكم دليل تغنى به الشعراء عن الصبر ، قال الشاعر:

دع المقادر تجري في اعنتها
ولا تنامن الا خالي البال
صورة معبرة عن الموضوع عنترة بن شداد
مابين طرفة عين وانتباهتها
يغير الله من حال الى حال
القصه الثانية 

يحكى أن كان لملكا وزيرا .. يتوكل على الله في جميع أموره ، في أحد الأيام قُطع أحد أصابع يد الملك ، وعندما رآه الوزير قال خيرا خيرا إن شاء الله ، وعند ذلك غضب الملك على الوزير وقال أين الخير والدم يجري من اصبعي .. وبعدها أمر الملك بسجن الوزير : وما كان من الوزير إلا أن قال كعادته خيرا خيرا إن شاء الله وذهب السجن.وكان من عادات الملك أن يذهب كل يوم جمعةفي نزهة ويصطحب وزيره معه . . . وكعادته خرج في نزهة و حط رحله قريبا من غابة كبيرة.
وبعد استراحة قصيرة دخل الملك الغابة ، وكانت المُـفاجأة أن الغابة بها ناس يعبدون صنما لهم .. وكان ذلك اليوم هو يوم عيد الصنم ، وكانوا يبحثون عن قربان يقدمونه للصنم .. وصادف أنهم وجدوا الملك وألقوا القبض عليه لكي يقدمونه قربانا إلى آلهتهم .. وقد رأوا إصبعه مقطوعا وقالوا هذا فيه عيبا ولا يستحسن أن نقدمه قربانا وأطلقوا سراحه ، حينها تذكر الملك قول الوزير عند قطع اصبعه (خيرا خيرا إن شاءالله ). ثم عاد الملك من الرحلة وأطلق سراح الوزير من السجن وأخبره بالقصة التي جرت عليه في الغابة .. وقال له فعلا كان قطع الاصبع فيها خيرا لي.. ولكن اسألك سؤال : وأنت ذاهب إلى السجن سمعتك تقول خير خير إن شاء الله .. وأين الخير وأنت ذاهب السجن؟. قال الوزير: أنا وزيرك ودائما معك ولو لم ادخل السجن لكنت معك في الغابة وبالتالي قبضوا علي عبدة الصنم وقدموني قربانا لآلهتهم وأنا لا يوجد بي عيب .. ولذلك دخولي السجن كان خيرا